هل ستعتمد أمازون العملة الرقمية كوسيلة للدفع على موقعها؟

هل ستعتمد أمازون العملة الرقمية كوسيلة للدفع على موقعها؟
تقني نت – العملة الرقمية كوسيلة للدفع والتداول بين الناس هو حلم لم يعد بعيداً بعد اليوم.
فعلى الرغم من أن العملات الرقمية موجودة منذ زمن، وأصبح لها مصداقية وسمعة حسنة بين الناس، إلا أنها لم تصبح وسيلة تداول يومية حتى الآن.
أمازون تفجر الأخبار… ثم تنفي!
استفاقت منصات أخبار العملات الرقمية هذا الأسبوع على شائعة جديدة. مفادها أن شركة أمازون Amazon الشهيرة سوف تعتمد قريباً العملات الرقمية كوسيلة للدفع على منصتها التجارية.
لتصرح امازون بعد ذلك ان التأملات والشائعات الرائجة بين الناس حول خطتها عن العملات الرقمية “غير صحيحة“. لكن ومع ذلك، كانت هذه الشائعة قوية بما فيه الكفاية لتحرك الملايين والملايين في السوق.
بدأ كل شيئ يوم الثلاثاء الماضي، عندما أعلنت امازون أنها تبحث عن موظفين ذوي خبرة في مجال “العملات الرقمية وتقنية البلوكشين” لملئ شواغر لديها في فريق “قبول المدفوعات”.
هذا الإعلان أدى الى ارتفاع حاد وسريع في أسعار البيتكوين والعديد من العملات الرقمية الأخرى. وهذا الإرتفاع لم يهدأ حتى بعد نفي الشركة للشائعات.
ما سبب هذا التخبط والأرتفاع في الأسعار بعد مجرد إعلان توظيف عادي؟
في النهاية، ليست أمازون اول شركة عملاقة في العالم تسعى للبحث في عالم العملات الرقمية. وتوظيف بضعة موظفين لدى الشركة من أصل 1.27 مليون موظف حول العالم لديها أصلاً لا يعد مؤشراً قوياً على وجود مخططات كبيرة وحثيثة لدخول الشركة عالم العملات الرقمية.
لكن مع ذلك، فإن حقيقة ان أكبر متجر الكتروني في العالم لديه النية في القيام بأبحاث حول العملات الرقمية يعطي الكثير من الأمل لهذا السوق الذي لا يزال غامضاً وصعب المنال للكثير من الناس.
يمكننا النظر الى اهتمام أمازون على أنه إشارة الى أن العملات الرقمية ستترقى من كونها أداة استثمارية الى أن تصبح عملة يومية متداولة بين الناس مثلها مثل الكاش والبطاقات الإئتمانية.
إستخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع
لا يزال الإستخدام الحقيقي للعملات الرقمية مكبوتاً وغير منتشر بين الناس. ففي الوقت الراهن، يتم النظر الى العملات الرقمية على أنها أصل مالي.
حيث أن الكثيرين يعتبرونها بديلاً لسوق البورصة والأسهم او بديلاً للذهب.
أما بالنسبة للإستعمال اليومي في عمليات البيع والشراء، فيبدو أن الطريق لا يزال طويلاً بعض الشيئ.
حيث أن 3% من المستهلكين فقط استعملوا البيتكوين كوسيلة للدفع الإلكتروني في عام 2020، وكانت النسبة في السنة التي سبقتها 2% فقط. وذلك استناداً الى بحث Forrester.
بالطبع سيتغير كل هذا في حال بدأت شركة كبيرة ومهمة مثل أمازون بقبول العملة الرقمية كوسيلة معتمدة للدفع على موقعها.
هذا لن يحدث فرقاً على مستوى الشركة نفسها فقط، بل على المستوى العالمي.
حيث أن الكثير من الشركات الأصغر في مجالات متنوعة أخرى ستتبع خطى أمازون، كما حدث منذ بضعة سنين عندما جعلت أمازون فكرة الشحن في يومين فقط الفكرة الأساسية لعالم الشحن ككل.
في حال نجحت أمازون في هذه العملية، بلايين الدولارات من الأرباح في كل ربع من الممكن أن تتحول الى بلايين من العملات الرقمية في سوق التداول.
هل هناك أمل حقيقي في حدوث ذلك؟
هل من الممكن حدوث كل هذا فعلاً؟
لدى أمازون الكثير من الأسباب تدفعها لتوسيع نشاطها التجاري والدخول لمضمار العملات الرقمية.
ففي الوقت الحالي، هناك أكثر من 1.55 تريليون دولار موجودة على هيئة أنواع مختلفة من العملات الرقمية.
ونسبة كبيرة من هذا الرقم يمكن ان تتحول الى تدفق مالي لشراء المنتجات. يمكن لأمازون ان ترى هذا الرقم الكبير مدفوناً في جيوب الناس دون القدرة على شراء المنتجات فيه.
وإذا استطاعت أمازون استغلال الموقف بشكل صحيح، وجعلت العملات الرقمية وسيلة معتمدة للدفع. فهي ببساطة ستحول هذا الرقم الى ربح محتمل لها في العمليات التجارية التي سيصبح الناس قادرين على القيام بها.
وعلى الرغم من أن نسبة الدفع بالعملات الرقمية ستكون صغيرة، فإن الناس ستنجر وراء الظاهرة وستزداد النسبة شيئاً فشيئاً.
خاصةً ان معظم مستخدمي العملات الرقمية هم ناس أصغر في العمر ولديهم الدوافع للإنفاق الإستهلاكي أكثر من أصحاب البطاقات الإئتمانية.
وذلك وفقاً لموقع BitPay، وهو منصة عملات رقمية تعالج أكثر من 100,000 عملية تحويل بالعملات الرقمية كل شهر.
لماذا لم يتحول العالم لإستخدام العملات الرقمية كوسيلة للدفع حتى الآن؟
بالطبع، هناك الكثير من الأسباب للتشكيك في حدوث شيئ كهذا.
فعلى سبيل المثال، استعمال البيتكوين لشراء لابتوب من موقع أمازون سيؤدي الى الكثير من المشاكل والصعوبات الحسابية المالية بالنسبة للبائعين.
حيث أنه سيصبح عليهم دفع ضرائب جديدة عندما يحاولون تحويل العملات الرقمية الى حساباتهم.
وهذه الضرائب حتى الآن ليست واضحة المعالم، فلا يوجد بعد تشريعات مالية صارمة بخصوص العملات الرقمية.
يمكننا القول أن العملات الرقمية لن تصبح وسيلة تداول يومية بين الناس الى أن يسن صانعوا القرارات في الدول المختلفة تشريعات مالية توضح كيفية دفع ضرائب العملات الرقمية. وكيفية ضمان حق المتعاملين بها.
إضافة الى ذلك، هناك صعوبة في تغيير المفاهيم الحالية حول العملات الرقمية لدى الناس. فمحاولة إقناع شخص بأن يقوم بشراء المنتجات التجارية من أمازون باستخدام مخزونه من العملات الرقمية، يشبه محاولة إقناعه بأن يبيع مدخراته من الذهب والأصول التي يملكها لشراء بعض المنتجات الإستهلاكية. فتغيير نظرة الناس الى العملات الرقمية من نظام ادخار واستثمار الى نظام تعامل وتداول سيأخذ بعض الوقت.
إقرأ أيضا: