التكنولوجيا

هكذا سيصبح التعليم مع الذكاء الاصطناعي

تقني نت

هكذا سيصبح التعليم مع الذكاء الاصطناعي

تقني نت – في ظل التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا شدنا البحث والتعمق قليلاً في مجال الذكاء الاصطناعي و الواقع الافتراضي في مجال التعليم.

حيث تشير العديد من الدراسات و الأبحاث السابقة أنه مع تطور مهارات الطلاب أصبح من الصعب القيام بمهنة التعليم، بشكلها التقليدي.

بل وأصبح أيضاً من الصعب إمكانية الوفاء بالمتطلبات التعليمية وذلك بسبب وجود إختلافات متفاوتة وملحوظة في قدرات الطلبة.

وفي هذا الشأن قال الدكتور يورج دريجر، عضو المجلس التنفيذي في مؤسسة برتلسمان الألمانية خلال حديث سابق له:

ستمكن التكنولوجيا المعلمين من تقديم دروس مخصصة لكل طالب وفق احتياجاته وقدراته، حتى لو وصل عدد الطلاب في قاعة الصف إلى 300.

كان هذا في ندوة لعلها قديمة بعض الشيئ ولكنها مهمة، حيث أشار دريجر و غيره من المتحاورين في ندوة بعنوان الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي: هل هما القفزة العملاقة المقبلة في عالم التعليم” والتي كانت في نهاية عام 2017.

حيث أشارت الإحصائيات آنذاك أن نسبة الطلاب الذين يملكون هواتف ذكية وصلت إلى 80 بالمئة، وفق ياو جانج، مؤسسة شركة روبوتيرا RoboTerra لتقديم دروس في البرمجة والروبوتات عبر الإنترنت.

وأشارت جانج أن هذا الأمرا ليس سلبي، إذ يمكن الاستفادة من هذا الواقع لمساعدة الطلاب في أمور مثل فهم الدروس عبر شروحات إضافية، وإتمام واجباتهم الدراسية عن بعد وإرسالها إلى المعلمين، و مشاهدة الحصص الدراسية عبر الفيديو في الوقت الفعلي.

تعريف الذكاء الإصطناعي وإمكانياته في مجال التعليم

هذا المصطلح الذي لا يعرف معناه الغالبية منا، يعرف الذكاء الاصطناعي على أنه قدرة الآلات على التعلم و الاستنتاج وتقديم الخيارات بناءً على ذلك.

ليس بعيدًا من دخول مجال التعليم، إذ قد يستخدمه المدرسون لجعل الدروس متوائمة مع شخصية كل طالب على حدة.

تستطيع البرمجية التعليمية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي أن تحفظ بيانات عن قدرات الطالب الذهنية، وسرعة استجابته، وتفضيلاته العلمية والشخصية والثقافية.

ما يمكن الآلة من تقديم الدرس وإجراء الامتحانات بحسب هذه القدرات، وفق دريجر الذي يشير إلى أن هذه التكنولوجيا لن تستبدل العنصر البشري، إذ ستخصص لتعليم الطلاب الدروس النظرية، في حين سيحصل المدرس على مزيد من الوقت للتواصل مع طلابه.

و أشارت الدكتورة جيند فانج هو، المشاركة في الندوة أيضًا، والتي تدير منصة للتعليم في الصين، بأن الذكاء الاصطناعي يستطيع تطبيق معظم المهمات خلال تدريس مواد مثل الرياضيات و العلوم و اللغة.

عقبات في الطريق

لا يعني هذا أننا بتنا قاب قوسين من دخول التعليم عصر الذكاء الاصطناعي، فهذه التكنولوجيا لا تزال في مراحل النمو وتكلفتها مرتفعة، وليس بمقدور المؤسسات التعليمية تحملها في الوقت الحالي.

لذلك قد يكون الحل بمشاركة المؤسسات التعليمية مع الشركات الكبرى التي تنتج هذا النوع من التكنولوجيا، للوصول إلى إنتاج حلول تعليمية مقبولة التكلفة وفي وقت أسرع على حد تعبير دريجر، الذي يشرح أن هذه الشركات لديها التكنولوجيا و لديها كثير من البيانات والمعلومات، و لديها الحافز لدخول أسواق ومجالات جديدة.

لكن دخول لاعبين كبار يعني الهيمنة والاحتكار، ففي حين يقال إن الإنترنت هي الأداة الأكثر ديمقراطية من حيث الانتشار، فإن قطاع الأعمال في هذه الشبكة العالمية تهيمن عليه بضع شركات مثل جوجل Google و فيسبوك Facebook وأمازون Amazon وغيرها.

ووفق جيند فانج هو، فإن هذا الاحتكار سيؤدي إلى ضرب فكرة دمقرطة التعليم ورفع أسعاره من جديد.

وهذه التقنيات لن تكون متاحة للجميع في الوقت الحالي، فالوصول إلى التكنولوجيا والإلمام بها يختلف من بلد إلى آخر، ومن منطقة إلى أخرى.

ويرى آخرون أن التعليم يقوم في الأساس على التفاعل البشري بين الطلاب أنفسهم و بين المدرسين، ولا يمكن استبدال الأخرين بالآلة لأن التعليم ليس تدريس فحسب، بل هو بناء للإنسان من قبل إنسان آخر.

ويقول فنسان أوليفيه، وهو مدرّس من فرنسا

التعليم يعني محاولة تعليم إنسان آخر أمورًا لم يكن بمقدوره فعلها، صحيح أن هناك فروقات بين الطلاب من حيث الاستيعاب والقدرات، لكن كثيرًا من التعليم يحصل من خلال التواصل. لهذا، لدينا صفوف دراسية يتلاقى فيها الطلاب مع أقرانهم ويتفاعلون مع بعضهم البعض.

أما الأدوات التكنولوجية فلا تصلح للتعليم بحد ذاته، كما يرى أوليفيه بل الأفضل استخدامها للعثور على موارد أخرى لتحسين التعليم، أو ربط المدرسين ببعضهم لتبادل الخبرات، أو تسهيل عملية التواصل بين المؤسسة التعليمية والطلاب.

اقرأ أيضًا

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى